عائشة حداد : السيرة الذاتية
ولدت بمدينة برج بوعريريج ترعرعت في كنف عائلة تقليدية، وفي أحضان أبوين مثيرين للإعجاب، أبي لا يزال بالنسبة لي مثلا للاستقامة و الشجاعة، لقد كان من ذلك الجيل من الجزائريين الذين كافحوا كثيرا ليتمكن أبناؤهم من تلقي التعليم الذي حرموا منه، من هذا المنطلق كان متشددا للغاية عندما يتعلق الأمر بنتائجنا الدراسية كما أنه حرص على تلقينا مبادئ صارمة مند نعومة أظافرنا:
احترام القيم الأخلاقية، احترام الغير و المثابرة على بدل الجهود، إنها مبادئ بقيت تسير حياته في كافة المواقف، أما والدتي فهي امرأة مرهفة الذوق تملك موهبة عجيبة تجعلها تحول كل ما تلمسه إلى تحفة فنية، فهي ملكا حقيقيا. و إﺬا كانت يومياتي الطفولية مخصصة للدراسة، فإن أمسياتي كانت تهددها جدتي خضراء المتميزة، مخيلتي كانت تسرح من خلال حكاياتها،حيث كانت تروي لي مآثر أسلاف عائلتي" الحشم " أولئك الفرسان البواسل القادمين من منطقة معسكر و الذين أصبحت مجانة مستقرا لهم .
أما عن أولى أحاسيسي الفنية فهي ترجع للذكريات الأولى لطفولتي ، ذكريات ترتبط بألوان عطرة ،اللون الخبازي لأزهار الليلك بعين السلطان ، اللون القرمزي المتدرج للورود بالعناصر، اللون ألأحمرلأزهار الخشخاش بمجانة ، ثم اللون الإصفر الدهبي لأزهار الميموزا و زواردية و زمردية لون البحر في بجاية أين كنت أقضى أيام عطلتي في زيارة لجداي من أمي ، اللون البنفسجي الفاتح لأزهار الغليسين و بنفسجية زهور البوغنفلية و الأبيض الناصع لأزهار الياسمين المتساقطة في أمسيات مدينة الجزائر .
ففي سن مبكرة ظهرت بوادر ميولي الواضحة لفن الرسم حيث كانت معلماتي تشجعني بتعليقهن لأكوار الياتي .
و كان شغفي وتفضيلي لدراسة المواد الفنية حينها وراء إختياري ، لاحقا ، مهنة تدريس الفنون التشكيلية دون أدنى تردد و كانت قاعة الرسم مكانا للترفيه بالنسبة لتلميداتي، كل أشكال التعبير فيها مسموحة و أتذكر - و كلي فخر بنتائجهن – النظرات البريئة لتلك المراهقات اللواتي كن يبحثن لي بإنشغالتهن و شكوكهن و آمالهن .
و كنت قبل ذلك قد تابعت دروسا لدى السيد كاميل لورا في جمعية الفنون الجميلة بالجزائر مع كل من نجار ، حمشاوي ، بوردين ، بلكحلة و بن شيخ ،أنجزت خلالها عدة لوحات كانت مواضيعها : عروض خيالة " الحشم "، مشاهد بحرية لبجاية و مشاهد لجماعات نسوية ذات الألوان المتعددة ، ولكن أكثر ما استهواني و أسرني هو سحر الجنوب الجزائري
و الشاعرية المنبعثة منه و الذي بقي منبع إلهام لا ينضب بسلسلة ألوانه الساحرة من الألوان المغرية للرمل و اللون الأزرق المتدرج لليللي الصحراوية .
و قد أنجزت كذلك مجموعة من المنمنمات الممثلة لمختلف مناطق الجزائر استوحيتها من أعمال محمد راسم الدى أكن له إعجابا كبيرا .
وطيلة هذه المدة لم تكن لي أية نية لعرض لوحاتي ، إلا إنني تحت إلحاح عائلتي ، شاركت سنة 1972 في مسابقة للفن التصويري بمدينة الجزائر ، نلت خلالها على جائزة . وكان هذا بداية لمشاركتي في الحياة الفنية الجزائرية ، فانخرطت في السنة الموالية (1973) في الإتحاد الوطني للفنون التشكيلية حيث إلتقيت بالعديد من الفنانين التصويريين الجزائريين أمثال فارس ،زميرلي ، تمام ، خدة ، علي خوجة ، بوزيد ، سهيلة بلبحار ، فرحات ليلى ، حكار، فليجاني ، جميلة و باية صديقتي الرائعة. و منذ ذلك الحين شاركت في عدة معارض شخصية في الجزائر و في العديد من البلدان الأخرى ودلك في إطار تبادلات ثقافية ، بيينالات
( معارض مقامة كل سنتين ) فورومات ، أسابيع ثقافية ....إلخ...
أما عن أسلوبي الفني فقد كان في البداية تصويريا ثم أصبح أنطباعيا ، إلا إن رحلاتي و زياراتي للمتاحف و أروقة الفن و المعارض الدولية جعلتني أكتشف بايي ، قاودي ، تينقلي ، نيكي دي سان فال ، سيزان ، أرمان و الفن المعاصر ، ففتنت كثيرا بتلك الأشكال التعبيريةالمتعددة .
إنني الآن أرفض أن أبقى حبيسة نوع واحد من أنواع التعبير الفني ، فالتعبير في كل أبعاده من بحث منوع في المواضيع و التقنيات و المواد و الأحجام و التراكمات و الترتيبات ...تمنحني آفاقا إبداعية متجددة على الدوام .
و قد أدركت كذلك إلى أي مدى هو حسي و صعوبة الطريق الواجب سلكها و الذي يبقى اكتشافه، مع ذلك، أمرا مثيرا للشغف ، إنه طريق يؤدي لعالم لا يوصل أبدا،عالم يتوق الفنان للإقتراب منه ما أمكن . لقد منحتني حياتي الفنية سعادة لا تقدر بثمن ، سعادة المساهمة في إيقاظ الملكات الفنية لدى تلامدتي – أو على الإقل أرجو دلك – والتى كانت مرحلة تبادلات غنية بالإحترام و الثقة ، و مرحلة كلها سعادة بالإنتماء لعاﺌلة الفنانين سواء كانوا شعراء ، موسيقيين، فنانين تشكيليين أو ممثلين إذ نفس التآلف الوجداني و نفس المثل العليا يربطنا و يوحدنا ، و كذا سعادة اللقاء بباية و صداقتها ، و السعادة التي تغمرني كلما عبرت عن مكنوناتي .
المعارض :
1972 رواق الأعمدة الأربعة ، الجزائر .
المركز الثقافي الفرنسي ، معرض دولي حول ديني1973
. معرض فردي ، بغداد – الرباط
UNAP رواق 1974
فورم الثقافة بون ، طوكيو – القاهرة – الكويت – بيينال الرسامين العربRFA
معرض النساء المغاربيات
1976 جاكارتا – الفليبين – إ سطمبول – أنقرة – باريس –الجزائر – تونس .
1977 باريس ، رواق 1988 تريبولي مدريد الجزائر
1981 موسكو ،أسبوع الصداقة ، الجزائر ،موسكو
1986 معهد التعليم و التكنولوجيا ، الجزائر ، معرض فردي
البيينال الدولي للفنون التشكيلية . المرأة و الإبداع سكيكدة – طرابلس .
1991 قصر الثقافة –معرض فردي .
سفارة السويد – معرض فردي- المركز الثقافي الجزائري – باريس معرض فردي . مديرية جامعة التكوين المتواصل – الجزائر - معرض فردي .
الدورة الثامنة للجامعة الاورو عربية – غرداية- معرض فردي .
الجزائرSOS الصومال . المتحف الوطني للفنون الجميلة .
1992 سفيل معرض عالمي .الجنوب عبر رسومات مدرسة الجزائر باريس – لالجدنوب الجزائري .
1996 قصر الثقافة ، الجزائر.
1997 قصر الثقافة ، الجزائر.
مهرجان النساء المبدعات . البحر الأبيض المتوسط و البحر الأسود اليونيسكو
1998 الثقافة ، الجزائر.
1999 قصر الثقافة معرض فردي ، الجزائر.
قمة منظمة الوحدة الإفريقية (OUA)الجزائر.
2000 قصر الرياس / رواق محمد راسم ، رواق سامسون ، المتحف الوطني باردو .
الإجازات :
1972 جائزة مدينة الجزائر
1975 ميدالية ذهبية بالكويت : يينال الرسامين العرب
1987 الجائزة الشرفية للإبداع الفني ، الذكرى الـ25 للإستقلال
1992 الجائزة الشرفية لمدينة الجزائر، جائزة الإبداع الفني ( الدكرى الثلاثين للإستقلال)
1994 دعوة شرفية من طرفFOudation Japan ) اليابان)
1997 ميدالية اليونيسكو( الدكرى الخمسين لليونيسكو) .
1997 جائزة شرفية وزارة الثقافة للإبداع الفني
1999 ميدالية الإستحقاق ( يوم الفنان 8 جوان 1999 )
1999 تكريم جمعية " أفكار" ( الإطارات النسوية )
2000 جائزة شرفية من طرفUNAC .ميدالية الإستحقاق مهداة من طرف مدينة سطيف .
المجموعات :
المتحف الوطني للفنون الجميلة – الجزائر –
المتحف الوطني لباردو .
مجموعة شخصية الجزائر ن باريس ، طوكيو ن أبو ظبي ، عمان ، الشارقة ، برلين ، جاكرتا ،روما
( مقر الفاوFAO ) ، طوكيو ( مقر FOudation Japan ) ، اليونيسف .
البيبليوغرافيا :
مرجع تربوي حول إحترام البيئة ( معرض للنشر) جمع منمنمات من مناطق مختلفة للجزائر
( في طريق النشر )
الفيلميوغرافيا :
" فن و ثقافة "سلسلة و ثائقية / م وت1980
" الرسم و الموسيقي المغاربية " من طرف فاطمة لوقي في 1991,
دليلة محمد أورفه لي
مديرة المتحف الوطني للفنون الجميلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق