بوكرش فنون

بوكرش فنون
محراب فنون 1954

الأربعاء، 8 أغسطس 2007

المتحف الوطني الجزائري الحامة القبة / وزارة الثقافة

منحوتة خشبية120سنتم. 35 سنتم / محمد بوكرش / متحف زبانة وهران الجزائر




المتحف الوطني للفنون الجميلة

يشرف المتحف الوطني للفنون الجميلة على أحد أروع الخلجات في العالم، وهو محاط بكل من المكتبة الوطنية وفندق السوفيتال ومقام الشهيد وكذا المجمع الاجتماعي الثقافي لرياض الفتح.
كما أنه يعلو الحي العتيق للحامة ويقابل إحدى أقدم الحدائق النباتية في العالم، كما تحفه المغارة التاريخية "سيرفانتاس" ونافورة الحامة وفيلا عبد اللطيف، وهو محاط بحديقة تنمو بها مختلف الأنواع النباتية الخاصة بحوض البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا.
يعتبر المتحف الوطني للفنون الجميلة أهم المتاحف الخاصة بالفنون في الجزائر والمغرب العربي وإفريقيا، وقد تم إنجازه بين سنتي 1927 و 1930، من طرف المهندس الفرنسي " بول قيون".
تضم المجموعات المتنوعة للمتحف اليوم قرابة 8000 تحفة، من لوحات، منحوتات، رسومات، خزف، نقش وفنون تزيينية معروضة وموزعة على ثلاث مستويات، مغطية مساحة إجمالية تقدر بـ 4000م2 .

الـفـن الـقـديـم
تغطي هاته المجموعة ستة قرون من تاريخ الفن، حيث تظهر منجزات أصلية للفنانين الأوائل للمدارس الإيطالية، السويسرية، الرحنانية، الهولندية و الفلامان، والتي ترجع أقدمها إلى القرن الرابع عشر ميلادي (14م)، وقد أسندت للفنان "برنابادى مودينا"
خصصت كذلك مكانة مهمة لكبار فناني التصوير الفرنسي من القرن السادس عشر (16)، إلى القرن الثامن عشر (18)، كـ"ناتيي، لارجيلبار، بيرنو، ريقود و دوتروا" وبنفس المكانة تميزت بها الأسماء الكبيرة للمدرسة الهولندية، كما يمكن مشاهدة تشكيلات مهمة للرسامين الإيطاليين مثل : "سيباستيانو رتشي، وبانيني"، والأعمال النابعة من مدرسة الكرفاج مثل: (عازف على العود) للفنان الهولندي "تاربوقان"، ( الخطيبة النورماندية) للأخوان "لونان".
كما مثلت مدرسة بربزون والانطباعيين والتي يمتلك المتحف دراسة رائعة لأنماط بشية جزائرية للفنان "أوغوست رونوار"، والذي أقام بالجزائر بين سنتي 1881 و 1882، الأساتذة الكبار للفن الكلاسيكي و الروماني والواقعي الفرنسي مثل: "دافيد، دولاكروا، كرتور، كوربي، دوميي" ممثلين ببعض أعمالهم الأصيلة من بينها صيغة شهيرة "هواة المطبوعات".
يحتل الاستشراق، كما يستدعي الأمر مكانة مميزة في هاته المجموعة من خلال المنجزات المتنوعة و الملونة للقرنين الثامن عشر (18) و التاسع عشر (19)، للرسامين الفرنسيين السويسريين، مثل " هيلر، ليوتار، دوزا، شاسيريو، ديهودانك، قيومي، فرومونتان ".
أخيرا، فالحركات الجمالية الكبيرة، كان لها أثر في بداية القرن العشرين (20)، ونذكر منها بعض الأعمال (الوحوش) "دوران، فلامينك، ماتيس والفنانين التكعيبيين، لوك أكبرمورو، سيروزيواندري لوت" وأيضا أعمال أكثر هدوء "لبريونشون، دوفي وآسلان" أو تلك التي لـ"لاتريو و فلادون" بالنسبة لمدرسة باريس.
مـدرسـة الـجـزائـر
المتحف الوطني للفنون الجميلة بالجزائر هو بدون شك يمكن فيه فهم التشبع من النظرات المستوحاة من المدينة المتوسطية لأجيال متعددة لفنانين قدموا من آفاق مختلفة، من فرنسا وأوربا الشرقية .
شهد النصف الأول من القرن العشرين (20)، بصفة خاصة تطور إكنوغرافية فريدة لمدينة الجزائر و التي تغذيها توجهات نوعا ما عصرية لأشهر المقيمين في دار عبد اللطيف، والتي امتدت إقامتهم بين 1907و 1961، في أجواء سحرية لدار عائدة للفترة العثمانية و الواقعة أعلى المتحف و المعروفة بـ"فيلا عبد اللطيف"، وقد خلد هؤلاء الفنانين من أمثال "بوشو، بروندال، فيموني، ومندزان" إنطباعات أسفارهم و في نفس الوقت تأثروا بالنظرات العميقة و الأحاسيس المتولدة من الواقع المعاش لفناني مدينة الجزائر و الذين احتكوا بهم أمثال "آسوس، بوفيول، مازيوس، بوزون، كوفي، و قاليرو" هاته المجموعة التي تملك لقرابة 600 عمل فني والمتمحورة حول موضوع مشترك، حيث تشكل اليوم خصائص لا يمكن تحاشيها من فرع الرسم بالمتحف.
الـفـن الـمـعـاصـر
يمثل الفن المعاصر على وجه الخصوص من خلال اللوحات الزيتية للفنانين اللاتينو أمريكيين من أمثال " ماتا، لام وفردو، دويناس، إسبنوزا" أو أوربيين مثل " بنيون، بيشات، أندري ماسون، سكيرا و ليبنكا" التي أهدوها للجزائر بمناسبة حصولها على الاستقلال، والمشكلة حول موضوع الفن والثورة، هذا الرصيد المكون من 96 تحفة، شكل نواة ذات نوعية، أضف لها منجزات تعابير حديثة ناتجة عن فنانين من مختلف العالم، والتي أهديت في معظمها في إطار تبادلات ثقافية ، والتي تتجاوز و تتصادم فيها الاتجاهات لكل من: ( السوريالية، الفن التبسيطي، التمثيل الروائي، التعبير الغامض و الفن الساذج) محدثة تناقضا حارا ، والذي تقطعه بعض المنجزات أكثر كلاسيكية للرسام التركي " أوزلو".
الـفـن الـجـزائـري
وصل مجموع لوحات الرسم الجزائري اليوم إلى قرابة 700 لوحة، بعدما كان سوى حوالي 50 لوحة غداة الإستقلال سنة 1962، حيث تظهر كل ملامح التنوع الكبير في التعبير لمواهب هذا الفن الشاب ، تتميز أعمال رسامي العشرينيات و الثلاثينيات أمثال: "معمري ، همش، تمام، بن عميرة، بوكرش" ومنحصرة في مواضيع مثل: ( المناظر، الصور، الطبيعة الصامتة و المشاهد المنظمة) بالتأثير والتمثيل المكتسب مع الاحتكاك مع رسامي مدرسة باريس ومدرسة الجزائر.
شهدت الخمسينيات ميلاد جيل من فنانين استثنائيين متأثرين في نفس الوقت ببحثهم عن هويتهم وبالفنون البلاستيكية العالمية، ويبرز من هذا الجيل أسماء مثل: "خدة، إسياخم، محمد لوعيل، مسلي، بن عنتر وقرماز" والذين عرفوا مفهوما مازال مهيمنا حتى أيامنا ، حيث يجمع بين الأصالة و العالمية و تعتبر الأعمال التالية: ( أبجدية حرة)، (دهرة)، (المكفوفين)، (عودة الأجداد) بمثابة أعمال خالدة ضمن هذه المجموعة.
وعلى جانب هذا التعبير الفكري وبعفوية الحركة و النظرة، ضمن عالم ذاتي وخيالي، إحتلت الفنانة "باية" منذ 1947 مكانة خاصة ضمن الفرع الجزائري و "بن عبورة" ( صاحب الجائزة الكبرى للجزائر سنة 1957، الذي يحفظ له المتحف بعدد كبير من التحف، فيعبر عن هذه الحركة العفوية بأكثر حيوية وذلك باهتماماته بالحياة اليومية.
اصطدمت التيارات الكبرى التي ارتسمت غداة الاستقلال و في السنوات التي تليه، إلهامها في نفس الوقت من الصراع المسلم ومن الإنبات الوطني بالمحافظة على الرغبة في الالتحام بالفن التشكيلي العالمي مثل: "مارتيناز"، فقد ذهبوا إلى ابعد من ذلك بمطالبتهم بالحرية التامة في التقنية و المواضيع.
و الفنانين مثل "صالح مالك، زبير هلال، مقراني، صامتة، بن يحي" فإنهم يمثلون ظهور أجيال "مدرسة الفنون الجميلة" بإعطائهم للفن الجزائري نمط عالمي مستندا على استعمال رموز وعلامات.
كما تشمل هاته المجموعة على عدد من الفرديات التي ظهرت خاصة منذ الثمانينيات، والتي تثري بانفراد سيرتها على المستويين التشكيلي و التعبيري، وهو فن يضمن التواصل مع الأبحاث الحالية.
وضمن هذه المجموعة، تعتبر الأعمال الفريدة للفنان"محمد راسم"، أستاذ المنمنمات بالجزائر خلال القرن العشرين بمثابة جوهرة المتحف.
الـنـحـت
يحوي المتحف إضافة إلى مجموعة أعمال الفن التصويري على منحوتات أوروبية تتجاوز فيها بعض المنحوتات الخشبية المتعددة الألوان من القرون الوسطى و ذات التأثير الديني للمدارس الفلامية، الألمانية و الفرنسية للقرن الخامس عشر(15) مع أعمال مشاهير الفنانين المختصين في فن البورتريهات للقرن السابع عشر(17) أمثال: "ليمون، كافييري" و الأعمال الرومانسية لكل من "بارون كاربو وريد" و التي نذكر منها: (الضاحكة ذات تاج الرند) و هي دراسة مشهورة للنحت البارز لقوس نصر باريس (رأس المرسيلية) و قد أوليا كل من "دودان و مايول" مكانة مشرفة و ذلك بعرض مجموعة من أعمالها البرونزية و الجصية لأشهر منجزاتهم المنتجة بالورشات.
إلا أن النحت التصويري للنصف الأول للقرن العشرين (20) يحتل مكانة هامة ضمن المجموعة و اغلبها ل"شارل دسبيو" الذي يمتلك له إضافة لأعمال مارسال جيمون، لوسيان سناق، جان بوبلي، فليريك بومبون" و العديد من النحاتين الآخرين الذين أضفوا بمنتوجاتهم من البرنز و الطين المشوي طابعا مميزا لهذه المجوعة.
أما فن النحت المعاصر العالمي و الجزائري، فانه غير بارزا بصفة جيدة، و يقتصر على بعض المنحوتات الخشبية و النحاسية لنحاتين من أمريكا الجنوبية من أمثال "كردناس و كاستور و لوداش" و بعض المنجزات من الخشب لشجرة الزيتون و الجص لـ"محمد دماغ" (الوحدة و الولادة) ل"نجيب بوسكين"
و أعمال أخرى "لمحمد بوكرش" في تكريم أنيق و رشيق للخط العربي.
الـمـطـبـوعـات
يحوي ديوان المطبوعات و الواقع بالطابق الثاني للمتحف على كنز يتكون من حوالي 1700 تحفة من رسومات، منقوشات، ليتوغرافيات لمختلف المدارس الأوربية من القرن خامس عشر(15) إلى يومنا هذا و أهم هذه سلسلة من الرسومات و المنقوشات التي تروي قرن بعد قرن و حركة بعد حركة تطور فن الرسم و النقش في مختلف الدول الأوربية، و في فرنسا على الخصوص رسومات تخطيطية "انقر" حيث يمثل فترة فنه الايطالي بورتريهات لـ: (قلبريال سانت اوبان) و مشاهد بحرية ل"وليام فان فالد" و دراسات بالقلم لـ"توماس كوتورلي" (تجنيد المتطوعين) ليتوغرافية "دوميي و تلوزلوتراك" و هي شهادات لا مثيل لها لمجتمع البورجوازية للقرن التاسع عشر (19).
يجمع رصيد المخصص لقرن العشرين (20) في نفس الوقت بين انجازات النحاتين لبداية القرن و خاصة بعض الدراسات الجميلة ل"دوكان ازادور" وإنتاجات فناني مدرسة باريس حيث يفتخر المتحف لكسبه لثلاثة منقوشات ل"بيكاسو".
إضافة إلى تصميمات و رسومات و دراسات أساتذة فن الاستشراق مثل "شاسريان"، "فرومونتان"، "ديودانك"، "قيوم" التي تشهد لفناني مدرسة الجزائر المقيمين بدار عبد اللطيف التي تعالج مواضيع المشاهد اليومية بالجزائر و التي لا تزال محل اهتمام خاص للجمهور و الباحثين.
و هكذا نجد رصيد "الفراد شاتو" و "جوزاف سانتي" و الذي يشمل على 100 عمل بين القالم، قلم الرصاص و الأكواريل التي هي عبارة عن شهادات فريدة على الحياة في الجزائر العاصمة و المنتجة خلال نهاية القرن التاسع عشر (19) و بداية القرن العشرين (20) تحوي سلسلة المطبوعات القديمة التي تروي جزء من الأحداث التاريخية التي طبعت بلادنا منذ 1830، على بعض الوثائق النادرة و التي تسمح بإعادة تشكيل النظرة المتميزة لبعض الرسامين الرحالة عند احتكاكهم بأرض الجزائر.
أخيرا يجمع رصيد الفن التطبيقي الجزائري على بعض العمال القديمة المزخرفين و المنمنمين من أمثال "راسم و بوطالب، حمينومينا، بن دباغ"، مشكلة شهادة مؤثرة لبدايات مدرسة المنمنمات الجزائرية التي ولدت على آثار محمد راسم إلى غاية التشكيلات الأكثر جرأة للجيل الجديد.
الفنون التزيينية
تتكون المجموعة الثرية للمسكوكات من 2814 قطعة لأوائل فناني زخرفة الكتب و المنمنمات، عملات، الميداليات الكبيرة و الصغيرة الحجم ولوحات معدنية صغيرة، تروي تاريخ أوربا منذ العصور الوسطى إلى الفترة الحديثة ، وكذا تاريخ الجزائر خلال القرنين الأخيرين، هذه المجموعة لا تولك حاليا فضاءا خاصا لعرضها ولكنها قد تدمج في إطار المعارض ذات مواضيع معينة.
تشكل هذه المجموعة الصغيرة من حيث العدد وليس من حيث النوعية من 370 قطعة خزفية لمصانع أوربية و التي ترجع للقرن السابع عشر (17)، والثامن عشر (18)، و التاسع عشر (19)، و التي تذكر بمنتجات ورشات الخزف "لدلف، موستيي، روان، سان سونيي" الخزف الصيني لسفر ولويس بورون، بالإضافة إلى منتجات شركات الهند، وكذلك فإن هذه التحف تشكل مجموعة فريدة من نوعها في الجزائر و المغرب العربي، رغم تحصل المتحف منذ سنوات الأربعينيات على بعض القطع الخزفية الفارسية و النحاس العاصمي، البساط الفارسي من تجار العاديات، ثم إثراء هذه المجموعة عام 1969 بمجموعتين خاصتين قديمتين، الأولى تعكس عائلة "سافزسيون دوبراز" التي يربط ماضيها بمدينة الجزائر و الثانية لـ"دار موريو"ن والتي كانت تحوي مجموعة هامة من الأثاث والتحف الفنية والساعات الدقاقة القديمة، يمنح هذين الرصيدين العائدين لفيلات الجزائر العاصمة جاذبية الإضافية للمتحف.
الـمـكـتـبـة
تعتبر من أكبر وأهم المكتبات المتخصصة في تاريخ الفن في العالم العربي و الإغريقي، حيث تحتل مركز الطابق الرئيسي في المتحف الوطني للفنون الجميلة، مهيأة بالخشب في زخرفة متناظرة مندمجة في تناظر هندسية المتحف، وتجمع أحد أكبر سلسلة فنية للمتحف: أكثر من 17000 تأليف، و 350 عنوان مجلات متخصصة في تاريخ الفن وكذلك في الهندسة، في علم الآثار’ في فن التزيين، في الأدب، في الموسيقى وفي المسرح، أغلبها كتب نادرة ذات سحب محدود عائدة للقرون الثامنة عشر و التاسعة عشر و العشرين.
-







http://www.m-culture.gov.dz/mc2/ar/fiche_site.php?id=5#

ليست هناك تعليقات:

مدونة خاصة بجديد وقديم كل ما هو جميل وانساني في ميدان الفنون التشكيلية