الفنان آرام خالد الرز بين الأبيض*.. وباقي الألوان
..
من لا يعرف أعمال الفنان آرام خالد الرز يستحيل عليه فهم ما ينطق به.. مثل ما يستحيل عليه فهم ما أنا بصدد كتابته تكريما لشخصه وتقديرا لحضوره ، تقديرا للنباهة التي يتميز بها بين خيرة فنانين العالم العربي ببلدانهم وخارجها وبين خيرة فناني العالم باسره وخاصة فناني البلدان التي تدعي حقوق الإنسان والديمقراطية و... فنان يعيش مرارة غربة وغربة، غربة بعده عن الديار، عن المكان...والغربة الأمر، غربة ما بعد التميز، التميز عن المألوف ، التميز عما ينطق به ويكتبه الناقد الذي يعيش على المستهلك ووحدات القياس الغير مسؤولة، المقرفة التي أكل الدهر عليها وشرب، تلك التي لا تمت بصلة للجهد المبذول ولا للمعطيات المستمدة من روح وجماليات أعظم الحضارات المتتالية بكنوزها...المعطيات التي بها أسس الفنان آرام خالد الرز أبجدية نصوصه التشكيلية المعاصرة المكيفة بالإشارة والرموز لتكون لسان حاله وحالنا ..لتكون مواضيع الساعة الحارقة..مواضيع قليلة ونادرة، لا تختلف بنضجها إنسانيا عن مثيلاتها أدبيا ، بالقصة والرواية بطلاسم الشعر وتنوع القصيدة..بتنوع الأفلام والمقاصد الايجابية عالميا..ولا أقصد طبعا الرسمية الفنية ...أوالروسية والصينية خاصة، ولا العربية ...و....الكل يتصرف ... حسب مطامعه وأرقام البورصة وحساباتهم البنكية ومصالحهم الضيقة التي هي من ركام جياع العالم من إزهاق الأرواح البريئة، من تدمير شعوب بأكملها...
سوريا البعيدة القريبة من روح الفنان آرام خالد الرز تتمزق وتحترق تنزف بقوة ويستمر النزيف الذي طال جزء كبيرا من المعمورة، طال أصحاب الضمير المتبقين الذين يعدون على رؤوس الأصابع... ضحايا التعتيم ودواليب المستفيدين من المفكرين وكثير من الفنانين الانتهازيين... لماذا لا يتميز الفنان آرام خالد الرز وهو يغرد خارج السرب...؟ أليس من حقه أن يكون شكل ومضمون ما هو عليه الآن من تمزق؟، مثله مثل أبناء وطنه الصغير سوريا ووطنه الوسط العربي...لئلا نقول وطنه الكبير العالم.
من حق الفنان آرام خالد أن يصفني بالدموي،المجرم، مصاص الدماء، المنافق، الكذاب.. من حقه ان ينعتني بكل ما يراه يشفي غليله...غليل الإنسان في حالاته العادية..ماذا عن الحالة الغير عادية؟. نعم الفنان الكبير آرام خالد فنان وناقد تشكيلي غير عادي بطريقته طبعا...ويستحق بالفعل لقب فنان بما تحمله العبارة من أبعاد. يحق اليوم للفنان آرام خالد الرز أيضا على طريقة الفنان سالفادور دالي، أن يصنف الفنانين والنقاد بالترتيب والأولوية بالتنقيط... وقد فعل...لكن انتباهي لما قام به وفعل، كان جد متأخرا مع الأسف، رغم ادعائي بالفطنة والنباهة والحضور الدائم... لكن انتباهي رغم التأخر أعتبره ايجابيا وتقدما بدل بقائي في مربع من هب ودب من المدعين... نعتني الفنان آرام خالد الرز رغم آلامه وعذابه وغربته بـ (بوكرش الأبيض)، بوكرش الأبيض؟... سؤال مطروح...لماذا الأبيض؟ وماذا يمثل الأبيض؟ في عصر دموي ودمار.. الله والفنان آرام خالد الرز أعلم. لا جواب لي على هذا ولا ادعاء، ما عدى الجواب الفيزيائي...الذي يعرفه العام والخاص، هذا الذي تمثله كل الألوان التي يعمل بها الفنان نفسه وكل فناني العالم، هذه الألوان التي لا تمثل شيئا في غياب شعاع نور...فما بالكم بحزمة أشعة...
أين هي هذه الأشعة والإضاءة والتي هي من أصل كل الألوان...هل كان الفنان آرام خالد الرز يقصد؟. أين الاجتهاد بالتحليل وتسليط الضوء النقدي، باحترام العلاقات وخيوطها التي تنسج ردود فعل حاضر اهتمامات الفنان، وانشغالاته مؤسسة خطابه التشكيلي الواعي المعاصر لـ...؟. شكرا للفنان آرام خالد الرز الذي زاد في بياض ما ينبغي أن يكتب ويرسم عليه بما تفتخر به الإنسانية المتبقية في بعضنا.. ما دامت الألوان موجودة ...ما دام الفنان يرسم ...دام البياض وشعاع النور والأمل... هذا ما لم يكتب على صديقي صاحب الروح والقلب النابض ، ولا يكتب بعده شيئ يرقى لما قدمه ويقدمه وكذلك بعض من أمثاله الذين يعدون على رؤوس الأصابع في عالمنا المسموم.. المتهور بامتياز... أقول هذا ويبقى قول الفنان تشكيليا وأدبيا هو الأصح... تكعيبية كتبها بوكرش محمد 1/6/2012
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بوكرش الأبيض هو اللقب الذي ينعتني به الفنان آرام خالد الرز كلما مررت متفحصا أعماله التشكيلية على جداره بالفيسبوك تاركا له بصمة مروري...إلى درجة تركتني أتناول الموضوع لأن الفنان بتكراره نفس النعت يعني أشياء أثارت تساؤلي...وكان هذا الموضوع المتواجد بين أياديكم. شكرا على وسع بالكم معي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق